ومن ذلك الحث على أدائها،قال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾، وجعلها من صفات عباد الله الصالحين، قال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾[المؤمنون:8]. وجعلها الرسول ﷺ دليلاً على إيمان المرء وحسن خلقه، فقَالَ: (لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ)، وجعل تخلفها من صفات المنافق، قالﷺ: (آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ - وذكر منها - وإذا اؤْتُمِنَ خانَ). ومفهوم الأمانة شامل لكل ما يعني المسلم والمسلمة في دينه ودنياه، في أداء الواجبات الشرعية كما جاء الأمر بها، وفي تعاملهم مع بعض في البيوع والودائع وما أوكل إليهم من الولايات والوظائف في الولايات العامة. ومن صور الأمانة التي يقع فيها التقصير، الأمانَةَ في العمل الوظيفي، حيث تتحقَّقُ الأمانة فيْه بأداءِ العملِ علىْ الوجهِ الذيْ يدُلُّ علىْ نزاهةِ الإنسانِ، وديانتِهِ، والمحافظةِ على انضباطِهِ فيْ العملِ، وتولِيَةِ الأكْفاءِ، وإنجازِ حقوقِ النَّاسِ فيْ وقتِهَا دونَ تأخيرٍ وإهمالٍ، والمحافظةِ على الأموالِ العامَّةِ، وغيرِ ذلك، مِمَّا هو داخلٌ فيْ وصْفِ الموظَّفِ الأمينِ، انطلاقًا مِنْ قوْلِهِ تعالىْ: ﴿ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾[القصص:26]. والتّقصيرَ فيْ أمانةِ الوظيفةِ؛ جُرْمٌ عظيمٌ، وإثمٌ كبيرٌ، وعلامةٌ من علامات الساعة، قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: (إذَا ضُيِّعَتِ الأمانَةُ، فانْتَظِرِ السَّاعَةَ، قالَ: كيفَ إضاعَتُها يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: إذا أُسْنِدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ). |
الفعاليات و الأنشطة >