أبناؤنا وآداب المساجد

تم الإرسال في 15‏/01‏/2023، 12:29 ص بواسطة إدارة الأوقاف السنية - مملكة البحرين

للمسجد أثرٌ كبير على الناشئة، لمَا يسمعون فيه من كلام الله تعالى، وما يجدون فيه من التوجيه الإرشاد، وما يلقونه من القدوة الحسنة من أهل الخير والصلاح؛ ولذا يحرص كثير من أهل الفضل على اصطحاب أبنائهم إلى بيوت الله تعالى لشهود هذه المعاني.
لكن بالمقابل هناك آباء أخطأوا المقصد، وأساؤوا التعامل في الأمر، فجعلوا من المسجد مكاناً للهو والعبث، مما كان سبباً في إذهاب الخشوع والسكينة عن المصلين، والعبث في محتويات المسجد.
فكان لابد من بيان للأحكام والآداب المتعلقة باصطحاب الأطفال إلى المسجد، حتى ينتفعوا من أثر المسجد عليهم ، ويزول ما قد يقع منهم من العبث والإزعاج.
-يشرع للوالد أن يصطحب ابنه المميز إلى المسجد، بعد تعليمه أحكام الصلاة، وآداب المسجد، وكيف يقف في الصلاة، واحترام محتويات المسجد، فإن كان الابن غير مميز، أو كان كثير الحركة والعبث، فهذا لا يجوز له أخذه إلى المسجد؛ لأن ما يحصل منه من الإزعاج والتشويش والعبث أشد من الهدف الذي قصده والده، فالواجب على ولي الأمر المبادرة إلى تعليمه، والأخذ بيده لتجاوز هذه المرحلة .
-المصلي مأمور بأخذ الزينة عند ذهابه إلى بيوت الله، فعلى الوالد أن يحرص على تحقيق هذا في أبنائه، عند ذهابهم للمساجد، فبعض الأطفال يأتي بملابس عليها صور غير لائقة، أو غير ساترة، ونحو ذلك من المخالفات في ألبسة الصغار، وهذا من التهاون الذي ينعكس على شخصية الطفل في مستقبله.


- للمصلين دور كبير في توجيه الأطفال في المساجد، فلئن قصَّر آبائهم، فلا يفوت الإمام ومن معه من جماعة المسجد في توجيههم وإرشادهم، وتشجيعهم على صلاة الجماعة في المساجد، والالتزام بآداب المسجد، ومن ذلك تفريقهم بين المصلين، وترتيبهم في الصفوف، حتى يتجاوزوا ما قد يقع منهم من الإزعاج.
-يقع من بعض المصلين غلظة وقسوة في التعامل مع الأطفال الذين يبادرون للصف الأول، إمَّا بنهرهم، أو سحبهم من الصف، وقد يستدل أحدهم بقول النبي ﷺ : (ليلينِّي منكم أولو الأحلامِ والنُّهى ثمَّ الَّذينَ يلونَهُم ثمَّ الَّذينَ يلونَهُم)، فليس له أن يستدل به، وإنَّما في الحديث الحثُّ على أنْ يُسارِع ويبادر الكبار والبالغون إلى الصفوف الأولى، لا أن يتأخر إلى الإقامة ثم يأتي، ويقوم بتأخيرهم أو زجرهم، فليس هذا من الهدي النبوي ولا من الحكمة، بل ربما يكون له أثرٌ سلبي على الأطفال.
-المسجد محضن التربية، ومدرسة التهذيب، وأبنائنا بحاجة ماسَّة، لأن يكونوا في جنباته، فعلى الجميع أن يتعاونوا على تحقيق هذا المقصد العظيم، بدأً من ولي الأمر ، وإمام المسجد ، والمصلين، وأن يحرص الجميع على إيجاد الحلول المناسبة لتجاوز ما قد يقع من الأطفال من إزعاج أو عبث، حتى يستفيد الأطفال من هذه المدرسة العظيمة، بدلاً من الأماكن الأخرى التي تقودهم إلى سلوكيات خاطئة.
Comments